ما سبب وقوع إنسان خبيث مع إنسان طيب..؟

**فزاع الرياض** الإثنين نوفمبر 08, 2010 5:58 am

ما سبب وقوع إنسان خبيث مع إنسان طيب..؟

ما سبب وقوع إنسان خبيث مع إنسان طيب..؟
من تفسير معنى الحبيثات للخبيثين والطيبات للطيبين

أولاً تفسير معنى الآية الكريمة

} الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ {النور/3}

المعنى الأول :

أن الزاني لا يطيب له إلا الزانية ، طبيعته خبيثة ، فهو يبحث عن زانية ، والزانية تبحث عن زان ، هذا يشاكل هذا ، وهذا يشاكل ذاك ، قال تعالى :
] الطَّيّ‍ِبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ [ .
الإنسان المستقيم الطاهر العفيف يبحث عن طاهرة عفيفة ، والإنسان الفاسق الزاني يبحث عن فاسقة ، طبعا هذا الكلام ساقه العلماء لمن أقيم عليه الحد ، ولم يتب من ذنبه
وقال تعالى :
] قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا [ . [سورة الزمر : 53]
هذا الكلام مسوق لمن أصر على الزنى ، ولم يتب .
] الزَّانِي لاَ يَنْكِحُ إِلاَّ زَاِنَيًة [ .

المعنى الثاني :

بعضهم قال: إنك إذا علمت أن هذه المرأة زانية ، أو أنه أقيم عليها الحد ، ولم تتب لا يجوز أن يتزوجها مؤمن ، مستحيل ، هذا حكم شرعي ، لا يجوز

المعنى الثالث :

وبعضهم قال : هو المؤمن لا يستطيب هذه الزانية

المعنى الرابع

وبعضهم قال : لا ، هذا حكم شرعي ، الزواج لا ينعقد فهو باطل ، إذا عقد زواج رجل غير زانٍ على امرأة زانية
لم تتب فالزواج باطل ، ليس هذا من جنس هذه ، هذا من طينة ، وهذه من طينة أخرى ، فالزاني لا ينكح إلا زانية
] وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ [ .

ثانياً تفسير معنى الآية الكريمة

الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ {النور/26}

المعنى الأول : الخبيث لا يألف إلا خبيثة

: أن الإنسان الطيب الطاهر العفيف المستقيم على أمر الله ، الذي عرف ربه ، وسمت نفسه ، هذا الإنسان لا يمكن
أن يأتلف مع امرأة زانية ، لا يمكن أن يتعايش معها ، لا يمكن أن يحتملها ، لا يمكن أن تكون امرأته ، لأن الطيبين للطيبات
، فلو أن الله عز وجل قال : ]الخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ[ ، فلمَ قال بعدها : ]وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ[ ؟
هذا من البلاغة ، وهو حصر من جهتين ، من باب التأكد أن الخبيث يشتهي خبيثة
، الشاب المؤمن الطاهر لا يرضى ، ولا يطمح إلا إلى زوجة طاهرة مستقيمة ، تحب الله ورسوله ،
وتتقي الله في كل أمورها ، تصلي ، هذا الذي يغريه جمال الفتاة ، وينسى أن في دينها رقة ، هذا سوف يدفع الثمن باهظا

تنكح النساء لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها فاظفر بذات الدين تربت يداك ..سنن ابى داوود رقم 2047
والله الذي لا إله إلا هو ما سمعت من شاب تزوج امرأة ، وآثر
دينها على أي شيء آخر إلا سعد بها ، وما سمعت رجلا تزوج امرأة ضحى بالدين من أجل شيء آخر إلا شقي بها ، فعليك بذات الدين تربت

عندنا حكم شرعي آخر ، هذه الآية لا تمنع أن تستمع إلى قصة مفادها أن هناك
امرأة صالحة صائمة مصلية لها زوج سكير عربيد ، هذه الآية ساقها الله على شكل خبر ، لكن يفيد بها النهي ،
أيْ : يا عبادي ينبغي أن يكون الطيبون للطيبات ، فإذا كانت عندك ابنة شريفة طاهرة عفيفة فلا تفرط فيها ،
لا تسلمها إلى إنسان لست متأكدا من دينه ، ولا من خلقه ، الزواج رق فلينظر أحدكم أين يضع كريمته ، هذا توجيه .
إن كانت ابنتك طيبة فلا تفرط فيها ، وكم في المجتمع من مآس سببها أن الأب استعجل زواج ابنته ، فوقع في ندم شديد

، ]وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ[ .
[سورة البقرة : الآية 221]

المعنى الثاني : الكلمات الخبيثات لا ينطق بها إلا الخبيثون

؛ الكلمات الخبيثات لا ينطق بها إلا الخبيثون ، الكلمة الخبيثة ، الكذب ، المزاح الرخيص ،
الفحش ، البذاءة ، الغيبة ، النميمة ، الخبيثات أي الكلمات الخبيثات لا ينطق بها إلا الخبيثون

المعنى الثالث : الأعمال الخبيثة لا تصدر إلا نفوس خبيثة

هناك تفسير آخر ، الأفعال الخبيثة لا تصدر إلا عن نفوس خبيثة ، أن تنظر إلى ما لا يحل
لك فهذا فعل خبيث ، أن تفعل شيئا فيه مقت لله عز وجل ، هذا فعل خبيث لا يصدر إلا عن نفس خبيثة
فالكلمات الطيبات تشف عن نفوس طيبة ، الاعتذار ، الأدب ، الصدق ،
الكلمات التي تعبر عن المودة هذه تدل على نفس طيبة كريمة موصولة بالله عز وجل ، والكلمات الطيبات
لا تصدر إلا عن نفوس طيبة ، ولكن الذي يرجح المعنى الأول من أن النفوس الخبيثة لا تلتئم إلا بمثيلاتها .

، ]أُولَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ[ أى يغفر الله لهم ، ويرزقهم رزقا كريما .
مُلخص من تفسير الدكتور محمد راتب النابلسى[