وراء كل قادم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وراء كل قادم
بسم الله الرحمن الرحيم
وراء كل قادم
جاء الصيف ويلملّم نفسه للسماح للخريف بالدخول، كان صيفي في سوريا والحشود العربية من كافة الأرجاء تحطّ مطار دمشق، لهجات عديدة يتفوه بها مصطافون أغلبهم من لغة الضاد.
يختارون هذا البلد ، وأنتَ تراقب طابور القادمين لتكتشف أو تتخيل كل ثانية قصة ماوراء كل من يحمل حقيبة سفرهِ، أو يجرّها جراً على دواليب صغيرة.
هذه العجوز التي تنطق العربية بالكاد القادمة من وراء البحار يستقبلها رهط من الأقارب والمعارف، يحملون باقات من زهورٍ ويلوحون بملصق يحمل أسمها بأكثر من لغة حتى يتم التعارف.
لا حاجة لأن تعصر ذهنك لتستدل أن هذه المرأة غائبة منذ عقود طويلة عن بلدها الأصلي ، وأنها وجدت الفرصة سانحة الآن لزيارة أو عودة الى أحضان الأهل .
لايخيب ظنك، فحين أطلت العجوز بدأ من حولك يشيرون بأصابعهم اليها قائلين لأبنائهم الصغار (أنها تشبه جدتكم ) وكلما أقتربت المرأة خطوة كانت الهمهمات تعلو أكيد .....أنها هي.
يتساءل الصغار الذين يراقبون ممر القادمين ويقولوا( جدتنا صغيرة وهذه عجوز؟ )) الأهل يسكتون الأطفال ويقولون صورتها المعلقة من خمسين عام.......
خطوات أخرى وتكون المرأة العجوز أمام أبناءها وأحفادها بشعرها الأبيض ووجهها المجعد وعكازها الصغير ،، العناق الممزوج بكلمات عربية وأجنبية الدموع التي تتدفق من المآقي البكاء يختلط بالضحك ........
وفي زاوية أنتقى جد أولادي مكاناً له، كان الآخر ينتظر لكن اللعبة هنا تختلف هو الجد ونحن الأهل والعائلة، وهو مستغرق بالمراقبة لهذا الأزدحام الرهيب في قاعات المطار ناسجاً حكايات وقصص وروايات في عقلهِ مررنا بجانبه ولم يلمحنا؟؟
كلنا تغيرنا! نتوهم أن وجوهنا وهيئتنا تبقى كما هي مهما تبدلت الأيام وتمني النفس بهذه الأحلام لكن الوقائع مغايرة.....
قلتُ لنفسي: هذهِ ليست حكاية شخصية لا تخصني وحدي وليست ملكاً لي أنها قصة عشرات الآلاف من العائلات العربية التي تتمزق بين وجع الأغتراب وهاجس عدم الأمان في دنيانا العربية الواسعة.
وراء كل قادم
جاء الصيف ويلملّم نفسه للسماح للخريف بالدخول، كان صيفي في سوريا والحشود العربية من كافة الأرجاء تحطّ مطار دمشق، لهجات عديدة يتفوه بها مصطافون أغلبهم من لغة الضاد.
يختارون هذا البلد ، وأنتَ تراقب طابور القادمين لتكتشف أو تتخيل كل ثانية قصة ماوراء كل من يحمل حقيبة سفرهِ، أو يجرّها جراً على دواليب صغيرة.
هذه العجوز التي تنطق العربية بالكاد القادمة من وراء البحار يستقبلها رهط من الأقارب والمعارف، يحملون باقات من زهورٍ ويلوحون بملصق يحمل أسمها بأكثر من لغة حتى يتم التعارف.
لا حاجة لأن تعصر ذهنك لتستدل أن هذه المرأة غائبة منذ عقود طويلة عن بلدها الأصلي ، وأنها وجدت الفرصة سانحة الآن لزيارة أو عودة الى أحضان الأهل .
لايخيب ظنك، فحين أطلت العجوز بدأ من حولك يشيرون بأصابعهم اليها قائلين لأبنائهم الصغار (أنها تشبه جدتكم ) وكلما أقتربت المرأة خطوة كانت الهمهمات تعلو أكيد .....أنها هي.
يتساءل الصغار الذين يراقبون ممر القادمين ويقولوا( جدتنا صغيرة وهذه عجوز؟ )) الأهل يسكتون الأطفال ويقولون صورتها المعلقة من خمسين عام.......
خطوات أخرى وتكون المرأة العجوز أمام أبناءها وأحفادها بشعرها الأبيض ووجهها المجعد وعكازها الصغير ،، العناق الممزوج بكلمات عربية وأجنبية الدموع التي تتدفق من المآقي البكاء يختلط بالضحك ........
وفي زاوية أنتقى جد أولادي مكاناً له، كان الآخر ينتظر لكن اللعبة هنا تختلف هو الجد ونحن الأهل والعائلة، وهو مستغرق بالمراقبة لهذا الأزدحام الرهيب في قاعات المطار ناسجاً حكايات وقصص وروايات في عقلهِ مررنا بجانبه ولم يلمحنا؟؟
كلنا تغيرنا! نتوهم أن وجوهنا وهيئتنا تبقى كما هي مهما تبدلت الأيام وتمني النفس بهذه الأحلام لكن الوقائع مغايرة.....
قلتُ لنفسي: هذهِ ليست حكاية شخصية لا تخصني وحدي وليست ملكاً لي أنها قصة عشرات الآلاف من العائلات العربية التي تتمزق بين وجع الأغتراب وهاجس عدم الأمان في دنيانا العربية الواسعة.
alex212- الاشراف العام
- عدد المساهمات : 128
تاريخ التسجيل : 08/11/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى